منذ أن بدأت البشرية بإرسال رحلات إلى الفضاء الخارجي، تمكن ثلاثة رواد فضاء عرب من تمثيل بلدانهم وسجلوا أسماءهم في قائمة أوائل رواد الفضاء العرب.
الأمير السعودي سلطان بن سلمان
أول رائد فضاء عربي، هو الأمير السعودي سلطان بن سلمانبن عبد العزيز آل سعود، سافر في الفترة من 17 إلى 24 حزيران/يونيو 1985، عندما كان يبلغ من العمر 28 عامًا، كمتخصص في الحمولة، على متن مكوك ديسكفري 18 التابع لوكالة الإدارة الأمريكية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) ضمن مهمة إس تي إس-51-جي، برفقة 7 رواد فضاء أمريكيين وفرنسيين.
وساعد الأمير سلطان لاحقًا في إنشاء رابطة مستكشفي الفضاء؛ وهي منظمة دولية تضم جميع رواد الفضاء وملاحيي الفضاء الذين سافروا إلى الفضاء، وعمل في مجلس إدارتها التنفيذية لأعوام عدة.
ويشغل الأمير سلطان حاليًا منصب رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للفضاء، بمرتبة وزير منذ ديسمبر/كانون الأول 2018. وهو ممثل المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عربسات) لدى ناسا.
عمل طيارًا مدنيًا معتمدًا في كل من وزارة الدفاع والطيران السعودية، وهيئة الطيران الاتحادي الفيدرالي في الولايات المتحدة. وأسس ورأس إدارة نادي الطيران السعودي، وهو عضو في الهيئة العامة للطيران المدني.
السوري محمد الفارس
وكان ثاني رائد فضاء عربي، السوري محمد أحمد فارس، الذي شارك كرائد فضاء باحث في رحلة مركبة الفضاء السوفييتية سويوز تي إم 3، في 22 تموز/يوليو 1987، إلى جانب رائدي فضاء من الاتحاد السوفييتي السابق.
وأجرى فارس خلال رحلته سلسلة من التجارب البحثية إلى جانب رواد الفضاء السوفييت، في مجال الطب ومعالجة المواد، وعاد إلى الأرض بعد 8 أيام، ليكون بذلك أول رائد فضاء سوري يسافر في الفضاء. ومنحه الاتحاد السوفيتي لقب بطل عن إنجازاته كرائد فضاء، كما نال وسام لينين، وهو أرفع وسام مدني يمنحه الاتحاد السوفيتي.
الإماراتي هزاع المنصوري
وتشهد الساعات القليلة المقبلة انطلاق هزاع المنصوري، أول رائد فضاء إماراتي وعربي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية، في إطار برنامج الإمارات العربية المتحدة لرواد الفضاء، الذي يشرف عليه مركز محمد بن راشد للفضاء، والتوجه الرسمي الرامي إلى تعزيز الاهتمام ببحوث الفضاء والوصول إلى مركز متقدم عالميًا والريادة عربيًا في هذا القطاع.
وسيعمد المنصوري البالغ من العمر 35 عامًا، وفريق رواد الفضاء الآخرين خلال الرحلة إلى دراسة تفاعل المؤشرات الحيوية لجسم الإنسان داخل المحطة مقارنة بالأرض قبل وبعد الرحلة، فضلًا عن مقارنة تلك البيانات بنتائج أبحاث أجريت على رواد فضاء من مختلف مناطق العالم، وسيضطلع المنصوري بمهام القيام بأبحاث علمية عميقة في مختلف التخصصات العلمية الفضائية والفيزيائية والبيولوجية وعلوم الأرض في مختبرات محطة الفضاء الدولية خلال فترة إقامته في الفضاء.
وأعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة، حديثًا، عن اختيار هزاع المنصوري، ليكون أول رائد فضاء إماراتي، لإرساله إلى محطة الفضاء الدولية، ضمن مشروعها الطموح لاستكشاف الفضاء الخارجي وتطوير علوم الفضاء العربية.
ووقع الاختيار على المنصوري، من بين أكثر من 4 آلاف شاب وشابة بعد خضوعه لسلسة مكثفة من الاختبارات. إذ اختار برنامج الإمارات لرواد الفضاء مطلع يونيو/حزيران الماضي، 95 مرشحًا إماراتيًا ممن تتراوح أعمارهم ما بين 23 و48 عامًا لتدريبهم، وتضمنت الاختبارات النواحي الطبية والنفسية ومجموعة من المقابلات الشخصية بالتعاون مع وكالة الإدارة الأمريكية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) ووكالة الفضاء الروسية (روسكوسموس.)
وبدأ تدريب الرواد بمرحلة أساسية للتعريف بأهداف وخطط البرنامج وتعلم مبادئ التخصصات العلمية؛ مثل هندسة الفضاء والبحث العلمي والأنظمة المتبعة على متن محطة الفضاء الدولية، فضلًا عن تعلم اللغة الروسية. وفي المرحلة الثانية دخلوا مجال التدريب المتقدم والمكثف، لتعلم أساسيات صيانة وإدارة الحمولات، ومهارات تشمل علم الروبوت والملاحة والإسعافات الطبية وإدارة الموارد.
ويبلغ المنصوري من العمر 35 عامًا. حاصل على بكالوريوس في علوم الطيران تخصص طيار عسكري من كلية خليفة بن زايد الجوية. يمتلك خبرة تمتد لأربعة عشر عامًا في الطيران الحربي، وخضع لمجموعة برامج تدريبية في دولة الإمارات وخارجها؛ منها دورات تخصصية متقدمة في النجاة من الغرق وتدريب على الدوران وقوة التسارع تصل إلى 9 جي وعلى مناورات العلم الأحمر في الولايات المتحدة. تأهل عام 2016 ليكون طيار استعراض جوي منفرد، ويشغل حاليًا منصب طيار إف سي إف على طائرة إف16 بي60.


